طبخ الخلال

(طبخ الخَڵاڵ)

(الخَڵاڵ) بحرف لام  مفخمة في اللفظ هو (بلح) النخيل بعد اصفراره او احمراره والبلح نسميه (الچمري) الذي يكون لونه اخضراً  .

هناك نوع من النخيل يسمى(الچِبْچَاب) وهذا النوع لايستفاد من (خلاله)لانه مر المذاق وكذلك لا يستفاد من(رطبه )و(تمره) ، لذلك يقومون بطبخ (خلاله) اي سلقه في قدور كبيره كما تشاهدون في الصور وهذا يحدث في شهر آب من كل سنة في عشائر جنوب العراق وخاصة في عشائر جنوب الناصرية  بحيث يجمع هذا (الخلال) في اماكن خاصه لسلقه ، وبعد ان ينضج (يستوي ) يستخرج من القدور ويعرض لاشعة الشمس بنشره على الارض بعد حرثها وقلب حجارتها  بدون فراش او غطاء الى ان يجف تماما ثم يعبـأ باكياس ليصدر الى خارج العراق وبالتحديد الى الهند. ولا يأكله العراقيون  وانما هو للبيع . ويسمى الناتج (خلال مطبوخ )

وهناك نوع آخر من النخيل يطبخ خلاله وهو نوع نسميه في جنوب سوق الشيوخ (البريم ) ويكون لون خلاله بلون التفاح ( اصفر مخلوط باللون الاحمر الفاتح ) وخلاله حلو المذاق ورطبه جيد وكذلك تمره جيد جدا ، ولكن اهلنا كانوا يطبخون خلاله من اجل تصدير قسم منه وادخار القسم المتبقي لايام الشتاء الباردة وكنا نحمله في جيوبنا الى المدرسة لاكله في الفرصة الثالثة.

وكان المعلمون يأكلون معنا ويضحكون ضحك الاطفال كما نضحك  في مدرسة تقع بين نخيل الچبچاب والبريم نشم فيها عبق اور ورائحة كل الحضارات ونغني فيها للذكريات على شواطئ الفرات لنصنع  الحياة

وكما قال الشاعرالعربي احمد رامي:

ذكريات داعبت  افق خيالي

بارقا يلمع في جنح الليالي

نبهتْ قلبيَ من غفوتهِ وجلتْ

لي سترَ ايّامي الخوالي

وطبخ الخلال هو بداية  موسم ( الثُمْره)والثمره لفظة شعبية جنوبية مأخوذة من مفردة ( الثَّمرةُ) العربية والثمر هو حمل الشجر كما جاء في (لسان العرب )و(المحيط في اللغة )

والى حديث آخر حول حلقات (الثمره)ومفرداتها وتفاصيل جني الثمر والنيسان ومفاصله .