الاء حسين لؤلؤة العشرة بين الاداء المتقن والاحتراف الانيق
عدنان او الشهيد
لااحد يمكن له ان يتذوق مرارة الفقد، الا الذين فقدوا فلذات اكبادهم ، ومسلسل العشرة مواساة بسيطة لام الشهيد وزوجته وذويه، ان فضاعة الحروب والخسران قاسية جدا على هؤلاء، وعلى المجتمع ،لأنه يخسر خيرة ابناءه من اجل ان يوفروا لمن بقى الكرامة والحياة ، صحيح ان المسلسل بحلقاته العشر، ثقيل ومأساوي وحزين ، وهذايشعر به المشاهد وربما يفسد مزاجه او ذائقته ولكنه يجب ان يخرج من انانيته ويشعر بألم الام الحقيقية التي عاشت كل هذا الالم والحزن والبكاء ومرارة الفقد والوجع – ان مسلسل العشرة سحبنا الى فضاء التصالح مع انفسنا والى انسانيتنا نعم لنذرف الدموع ونبكي قليلا على المرأة التي فقدت حبيبها وخسرت كل احلامها من اجل ملايين النساء كي ينعمن بدفء احضان ازواجهن وحمايته لهن ولنشعر بابتسامة بنت الشهيد الباهته وهي تبحث في الوجوه عن اب لن يعود بينما عشرات الفتيات يلعبن بفرح غامر بوجود الاب نعم هذه تضحية الشهيد التي يجب ان لاننساها ونعظمها ونقدم لذوي الشهداء التقدير والامتنان والوفاء.الحقيقة لم اتمالك نفسي واجهشت بالبكاء حينما بلغ المشهد الاخير من الحلقة الاولى ذروته عن استشهاد المقاتل الذي اصبحت قاطعة التذاكر املا له وحبا ينمو ونور يضيء له قلبه في وحشة الحرب وفضاعتها وكان يعيش على تلك اللحظات والحوار البسيط طيلة بقاءه بالجبهة على ان يديم هذا الامل بقطع التذاكر مرة اخرى لينعش ذاكرته وعقله وقلبه وكان سؤال الاء عنه لرفيقه لانه بدأ يرتكز في قلبها ويستقر في عقلها ولكنها فتاة رصينة تعيش من اجل حياءها وكرامتها ولاتسمح للمغامرات العابرة ان تعبث بكبريائها الا بعد تأكد ويقين . الاء كانت متألقة ورائعة في ادائها كنت دقيقا في مراقبة ردود الفعل على ملامح وجهها فوجدتها تعبيرا صادقا ودقيقا عن الانفعالات الداخلية وكانها حقيقة ترسم التألق البارع على وجهها بمصداقية بالغة وحسن اداء . وبهذا فان المسلسل كان راكزا ووفيا لتضحيات هؤلاء البواسل الذين نذروا انفسهم من اجل ان تستمر الحياة الاء ممثلة بارعه منتمية الى مجتمعها حينما يتوفر النص الجيد والكتابة الصادقة كشفت عن طاقة هائلة في الاداء الجميل والاحترافية الانيقة .
