الثقافيةمقالات

المشاعر المعلبة الجامدة الباهته

عدنان عزيز

 

عدنان عزيز

ايام زمان كان ابي يصطحبني الى الديوان وكنت اشهد واقعة تبادل التحيا والسلام فيما بينهم ايام الاعياد اوالمناسبات وكانت تطول كثير

  • اشلونك ابو محمد
  • الحمد لله بخير انتم اشلونكم
  • يبوس ايدك الحمد لله ماكتلي شلون الولد
  • بخير بخير ايسلمون ويعتبون على عمهم قطع بيهم يكولون ليش مايمر بينا
  • يخوي حقهم بس انت تعرف الدنيا ومشاغلها بس والله ماناسينكم ان شاء الله نسير عليكم ونشوفهم
  • تسلم حجي ربي يحفظك ماكتلي اشلون حجيتك
  • او الحمد لله سوت العملية وهسه كلش زينة وتطلع للكاع
  • يخوي على كيفكم وياها خلوها ترتاح
  • لايخوي تطلع ترفه عن نفسها وانتم اشلونكم بعد
  • بخير بخير والحمد لله

لاابالغ اذا قلت ان هذه محادثة على عجالة اما اذا استمرت لطيب مجلس او ثناء وسادة لاستمرت طويلا  فيها مودة وحنية ولين مشاعر وصدق وربما مبالغة ولكننا توارثناها اب  عن جد عن جد وللاسف طوي الزمان هذه المحادثة الممتلئة بالحرارة والدفء والمصداقية الى احاديث معلبه ومشاعر جامده  كان الصديق يقصد اخاه ويتعناه الالف الاميال لكي يحظى بصحبته ورؤيته اما  الان فقد تعلبت المشاعر وتجمدت وافرغت من محتواها الانساني في السابق كنا سومريين نؤمن بحكمة اجدادنا ” انا أتألم انا على قيد الحياة انا اشعر بألم الاخرين اذن انا انسان ” كنا انسانيون نتألم لألم الجار والصديق نفرح لفرحه ونبكي لحزنه ولانكون ابدا سببا في معاناته او اذيته اما الان اصبح المرء غير انساني يختار من العم كوكل مشاعر باردة وصورة معبئة بعباراة التهنئة ليرسلها الى امه واخوه وصديقه واباه ويكتفي بذلك ولايكلف نفسه عناء قصد الاهل ويطرق الابواب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى