تحول الرسام العالمي بابلو بيكاسو في عصر حملة “أنا أيضاً” (Me too movement) من عبقري في الفن إلى وحش. ويسعى معرض يقام بمناسبة الذكرى الخمسين لوفاته العام المقبل إلى اعادة تلميع سمعته والدفاع عنه. ويركز المعرض، الذي سيفتتح اليوم في “متحف مونمارتر” في باريس، على علاقته مع عارضة الأزياء والفنانة الفرنسية فرناندي أوليفييه، التي كانت شريكته لمدة 8 سنوات. وفي مطلع القرن العشرين، كان يقيم معها في شقة ضيقة في مونمارتر ويعمل على تأسيس نفسه.ويضم المعرض أعمالاً لبيكاسو وغيره من الفنانين من مونمارتر، إلى جانب كتابات أوليفييه، التي دونت مذكراتها خلال فترة علاقتها بالرسام الإسباني. وتحدثت أوليفييه عن غيرة بيكاسو وكيف حبسها في شقتهما في باتو لافوار. وكتبت: “بسبب نوع من الغيرة المرضية، جعلني بيكاسو منعزلة… لكن مع الشاي والكتب والقليل من التنظيف، كنت سعيدة. سعيداً جداً”.
ولم تكن أوليفييه الوحيدة التي صورت الجانب الكئيب من شخصيته. فقد وصفته الرسامة فرانسواز غيلو، التي أنجبت منه طفلين، بأنه “مستبد”. وفي السنوات الأخيرة، انتهزت النسويات مثل هذه الكتابات لمهاجمة الفنان التي توفي عن عمر يناهز 91 سنة عام 1973. وذكرت المدوّنة الفرنسية جولي بوزاك: “نجد جميع أشكال الإساءة الأبوية في بيكاسو، منها العنف الجنسي والاقتصادي والبدني والمعنوي”.
وقالت مديرة متحف بيكاسو في باريس سيسيل دوبري، التي تشرف على إحياء الذكرى في فرنسا، إن هذه المزاعم غالباً ما تكون غير دقيقة من الناحية الواقعية وتستند إلى سوء فهم للمكانة التي كانت تحتلها النساء في المجتمع الفرنسي منذ أكثر من 100 عام. وأضافت أنه كان يغار، لكنه كان لطيفاً ومحباً أيضاً.