“أسرار دينية وميول جنسية”.. زوجة “الخليفة البغدادي” غاضبة وتقول “كل شيء” لأول مرة
فردوس محمود –
لأول مرة وبتفاصيل كثيرة، تتحدث زوجة “أبو بكر البغدادي” خليفة ما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، عن حياته الدينية والسياسية وحتى ميوله الجنسية (التي أغاضتها كثيراً)، وتطرقت إلى “خلافات فكرية” معه بسبب “تنوع قراءاتها للكتب”، لكن السيدة أسماء التي استعادها جهاز المخابرات العراقي الخميس من سوريا، تقول إن “خليفة التنظيم” كان “منفتحاً اجتماعياً” إلى أن جرى اعتقاله من قبل القوات الأمريكية عام 2004، حيث تحول إلى متشدد متطرف جداً وتبدي “استغرابها” لمسلسل طويل من التحولات والمصادفات والمآسي.
اسماء محمد – زوجة زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، في لقاء مع قناة العربية، تابعته عكد الهوا
تزوجت البغدادي عام 1999 وكان منفتحا، وبدأ يميل نحو التشدد، حين اعتقله الأميركان عام 2004 من غير سبب.
منذ 2008 حتى 2017 كانت حياتنا غير مستقرة أبداً ونتنقل من منطقة إلى أخرى.
كنا نسكن داخل ما يشبه إقامة جبرية، حتى حين كنا نذهب إلى الطبيب، نخرج معصوبي العيون كي لا نتعرف على المكان الذي نسكن فيه.
لم أعرف أنه خليفة داعش حتى…
في مرحلة إقامتنا بمنطقة التاجي عام 2010، كان يسكن منفصلاً عنا. هو مع أبو محمد العدناني وأبو حسن المهاجر (قادة التنظيم السابقين) في بيت وحدهم، وكنا نذهب أنا والأولاد في زيارات إليه.
لم أكن أعرف أنه الرأس الأول في “الدولة الإسلامية” حتى ألقى خطبته في الموصل، وتفاجأت جدا بذلك إذ كنت اسكن مدينة الرقة السورية. قال يومها: سآخذ الأطفال لأعلمهم السباحة. اصطحب معه حذيفة ويمان وحسن. ثم تفاجأت بخروجه في الخطبة الشهيرة على التلفاز.
يخاف الطائرات الأمريكية كثيراً
هو لا يرتدي الحزام الناسف أمام الأطفال، فقط يحمل مسدساً.
لم أره أبدا مصابا أو مجروحا. كان حريصا جدا على أمنه الشخصي، ولا يخرج حتى يتأكد من عدم وجود طائرة أميركية ويخافها كثيرا.
سجى الدليمي كانت إحدى زوجاته وطلقها في الفترة بين 2010 – 2012 ولديه طفلة منها اسمها هاجر.
لم أره أبدا بالزي العسكري.
ابنتي أميمة تزوجت بنحو غريب
لم يكن أحد يزورنا في البيت أبدا، إلا منصور وهو شاب في 23 من عمره. لقد زوّجه ابنتنا أميمة وهي في 12 من عمرها، فأصبح المرافق الخاص له.
كان لدي طفلة حديثة الولادة تعاني من تشوهات في القلب وكنت معها في المستشفى، وعندما عدت تفاجأت أنه قد زوج ابنتي أميمة بسن 12 عاما، دون أن يعلمني بذلك، بحجة أن الرجال لا يشاركون رأي النساء، وأنه والدها وولي أمرها “وأفعل ما أشاء”.
أصيب التنظيم بنوبة من الغرور في تلك الفترة، إذ اجتاح المدن وسيطر على مناطق شاسعة.
بعد ظهور المهدي وعودة المسيح
يمكن القول إنني أمتلك نوعاً من الثقافة والاطلاع، من خلال تنوع قراءاتي للكتب، وأعتقد أن الخلافة ليست صحيحة، فهي لها شروط، فنعرف أنها بعد خروج المهدي ونزول المسيح عليه السلام ستكون الخلافة الحقيقية وبعدها تبدأ الأحداث. لكن الخلافة في الوقت الحالي لا اؤمن بها.
بعد خطبته (في الموصل) أصبحنا نشعر أننا في خطر حقيقي، فالرجل أصابه غرور ولم يعد يهتم للناس المحيطين به، كان كل ما يهمه الفتوحات وأمنه الشخصي، وكيف يوسعون هذه الدولة، وكانت لديهم أحلام كبيرة وفي رأيي أنها كانت خرافات!
كان وجود الأجانب بأعداد كبيرة وهو الشيء المميز وهم الذين يمدون التنظيم بالقوة.
في تلك الفترة كان البغدادي يتصرف بحرية في خروجه وكان يقود سيارته بنفسه أحيانا. لقد شعروا أنهم فعلا في خلافة ودولة وكانوا ينتظرون اعترافا دوليا بها.
زوجاته و”الجواري” ومن هذه؟
قبل إعلان الخلافة، كانت لديه زوجة سورية من حلب اسمها عائشة القطماوي.
وبعد إعلان الخلافة تزوج بثالثة وهي ابنة أبو عبدالله الزوبعي، وكان عمرها 14 عاما طفلة بعمر أولادي، وتم الزواج باتفاق بين الزوبعي والبغدادي.
أما الشيشانية فقد تزوجها في تموز 2015، كنا في رمضان ودخلت علينا هذه المرأة الأجنبية ولم يكن لدينا علم، وقال انها زوجته.
(يقال انه كانت لديه 9 إيزيديات سبيات؟) أؤكد أنه كان لديه أكثر من هذا العدد بسبب هوسه بالنساء في تلك الفترة، إذ تحولت من دولة الإسلام إلى دولة النساء.
في رأيي مسألة السبي موجودة في القرآن، لكنها كانت لفترة ما، ونحن الان في القرن 21، ومسألة الرق والاستعباد غير مقبولة لدى أي بشر.
اعترضت في قصة النساء فأخذني للمحكمة!
تناقشنا أنا والبغدادي كثيرا في هذا الموضوع، وفي إحدى المرات عرضني على القاضي الشرعي بتهمة أنني أنكر نصاً في القرآن الكريم.
لم أر السبيات الإيزيديات. بقيت معي واحدة لمدة يومين، وأخرى طفلة اسمها ريهام. بقيت مع أطفالي لمدة شهرين وكانت تنام إلى جانبي في السرير أنا وابنتي. كانت تناديني ماما.
لدي من البغدادي 6 أطفال، 3 منهم قتلوا وهم حذيفة واليمان، وهناك فتاة اسمها هاجر من زوجة أخرى. ولزوجته السورية طفلان. وزوجته نور لديها طفل واحد، والشيشانية واحد. 11 طفلا ممن أعرفهم، وممن أعرف أنهم لازالوا على قيد الحياة هم أولادي: أميمة وحسن وفاطمة. وابن زوجته نور.
اللقاء الأخير في سوريا
مع المقاتلين الأجانب كانت المشكلة الوحيدة هي الاختلاف الفكري، وحسب علمي كان هناك معارك فكرية أكثر من كونها قتالية داخل التنظيم.
أعتقد أنه لم يدخل أي معركة. لم أره حزينا لمقتل أحد من التنظيم أبدا، ماكان يهمه أكثر هو أمنه الشخصي فقط، وكيف يحافظ على وجوده فحسب.
كان اللقاء الأخير مع البغدادي في إدلب قبل خروجنا إلى تركيا بشهر، وبقى معنا لليلة واحدة فقط، وكان البيت مزدحماً واللقاء لم يكن خاصا.
خرجنا إلى تركيا نحن الزوجات ال4 والأطفال وابن أخي “أبو عوف” ودخلنا في إلى تركيا في 1 كانون الثاني 2018، بعد 4 محاولات فاشلة.
عادت الشيشانية والحلبية إلى سوريا مع ابني يمان، وما سمعناه أنهم قتلوا مع البغدادي.
رسالة زوجات داعش في مخيم الهول السوري
هذا التنظيم تاريخ أسود وانتهى، على النساء تثقيف أنفسهن أكثر، وعليهن أن لا ينجررن وراء هذا الحلم والوهم. فهذا التنظيم انتهى وأعتقد أن لن تقوم له قائمة بعد اليوم وعليهن أن ينظرن إلى الجيل القادم.
ما هذا الكم من الأطفال الذين لا يعرفون آباءهم، انظروا إلى هذا الجيل.
أصبح موضوع النساء بالنسبة لي عند زوجي وغيره مثيراً للاشمئزاز، أن تكون المرأة لا قيمة لها، بينما جميع الأديان تصون المرأة. لكن رأينا مافعله هذا التنظيم بحق المرأة سواء الشرعية أو غير الشرعية.