مقالات

تدجين الشعائر الحسينية

سلطان عاشور

بمرور الايام يحاول المستفيد من نعائم النظام سلخ الثورة عن طبيعة الشعائر الحسينية وزجها في اطار الممارسات الشكلية التراثية وتأثيثها بالبهرجة الشكلية الخالية من اي فعل ثوري رافض للظلم والظالمين الفاسدين .

ان تثيث ذكرى عاشوراء بالشكليات يريد ان يقضي على روح التجدد في الفعل الثوري ثورة الحسين ع . ان الامام لم يسعى الى خروجه على الظالمين لان يكون ذكري يمارس بها الاستعراضات الشكلية الخالية من الثورية   اللطم – المشي على الجمر – فج الرؤوس – طلاء الوجوه بالوحل الخ هذه ليست من صلب المبادىء ولو كانت حقيقة لفعها من هم اجدر من الجميع اهل بيت الحسين ع .

ان مدح الفاسدين وكهنة الثراء في ضريح الشهيد خيانة كبرى لمبادىء الحسين ولثورته الباسلة التي خلدها الدم منتصرا على صليل السيوف ان صرخه الثورة يتجدد بانتفاضة على الظالمين وتحرير عقول الناس من الخرافة والبدع والتبعية والعبودية المقيته التي صرح عنها علي بين ابي طالب حينما خاطب ضمير الانسان ” لاتكن عبدا وقد خلقك الله حرا ”

ان سلخ عنصر الثورة عن الشعائر هو انحراف مسيرة الحسين الثورية عن مسارها الحقيقي  في محاربة الفاسدين والتصدي للظالمين  ومايؤسف له ان  مناسبة عاشوراء اصبحت موسما للثراء الشكلي للشعائر المختلفة التي نصبت على اربعة ارجل وتمثلت بقدر القيمة وقدر الرز هكذا اصبح الموضوع استعراض للأكلات الشعبية المتنوعة والمختلفة واختزلت الثورة بممارسة لطميه واستعراض للمواكب التي تتناسل وتتكاثر بالشكل وليس بالجوهر  كل سنة وكل عام باعداد لا تحصى ولاتقف عند حد معين وثمة من يصور هذا التكاثر بركات الامام في حين الموضوع يندرج في اطار النفاق الديني مع الله  ولو ظهر الحسين الان لهذه الجموع ولكهنة الجوامع والعتبات لمزقوه اربا اربا والقوه الى البحر ولكان فعل يزيد اهون بمئة مرة عن فعلتهم بالحسين  عروش وامبراطوريات مالية ومصانع وجاه وسلطة وثروة وتحكم بالناس من يتخلى عن كل هذا ولو كانت الثورة حقيقية في نفوس وقيم اصحاب المواكب والجوامع والعتبات لما بقي فقير ولاساكن في العشوائيات ولامن يقف بالتقاطعات يستجدي لقمة العيش من نساء وكهلة واطفال  في بلد ينث مال وثراءا وثروة  ان الثورة الحسينية في مفهوم هؤلاء اصبحت جزء من النظام وتمجيد  للفاسدين في حضرة الشهيد جريمة بحق الدماء التي سالت من اجل احياء الدين وازعاج الظالمين وان رفع راية الحسين في كل سارية بيد غير اياد اولاد الشهداء خيانة لمبدأ الثورة   لقد سرقت الثورة وسوف يقتلون الف حسين في كل لحظة يعلوا الصوت رافضا الظالمين والفاسدين ومن لا يؤيدهم . وهم يعظمون طقوسا ويبتدعون مناسبات تبهر الناس وتبرر لهم صرف اموال تكفي لسد حاجة كل جائع وتستر عورة النساء ولوفرت الادوية في المستشفيات وحسنت واقع الخدمات وقللت المعاناة منذ عام 2003 ونحن نعاني وتزداد معاناتنا مع كل موسم للنفاق الديني الذي لاينتهي   ابدا مادام امبراطوريات الكهنة تعتاش على ذكرى عاشوراء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى