رديت وجروحي غميجه كل واحد امتيه طريجه
وبراسي وجع وصياح هوسة بشر وقت الحريجه
حاتم العلي
ثقافة الحزن بديل عن ثقافة الثورة والفرح، والاخفاء عن الاسباب . ان يكتفي الانسان بان يلتحف الحزن يبكي ولايفرح ولايطالب بالتغيير ان ينتفض، فالحزن خيبة ويأس وانتكاسه، يلوذ الانسان بمشاعره ولايستطيع ان يحرك ساكن ويؤمن بالواقع الذي فرض عليه ولايسعى الى تغييره او الانقضاض عليه.
للاسف اندهشت وانا اسمع رنين البصري تغني في ملهى او نادي ثقافي ، يفترض انها تغني للسكارى وطالبي المرح والفرح والهروب من تعب الحياة حسب فهم ولست بصدد هذا الموضوع ابرر ، بل اقول ان الحزن يلاحق السكارى حتى في بيوت المرح والترنح والرقص وهز الاجساد، مسكين انت ايها العراقي لاتجد مكان للفرح حتى في المكان الذي كنت تعتقد ان تجد مايجعلك سعيدا وفرحا تمارس كذبة الفرح في الملهى.
يبدو ان المعنى العام لمناخ القصيدة .. ام فاقدة فلذة كبدها وتطرح المها بهذا الكلمات ولكن هل المكان مناسب لغناءها ليس لسبب وانما لملاحقة ومطاردة الفرد العراقي وترسيخ ثقافة الحزن والكابة التي يجب ان يتلقي بها بكل مكان وبكل لحظة هل نحن لانستطيع ان نفرح وليس لنا عتبة جيدة مع الفرح .
خليت راسي على المخدة حسيت مني شي تبده
ذبيت فص عيني بشليلي جيب الي يوكفني علحيلي
ساعة التلوى وساعة اهذري ساعة اتدري بي ساعه مدري
يفترض ان تقرا هذه الابيات في ماتم وليس في منصة ملهى يبتغي روادها الفرح ونسيان مرارة الواقع ولكنه يطرب على هذه الابيات ويتمايل ويبكي بسخاء يتذكر اصدقاءه احبابه او لأنه يحتاج العودة الى فطرته بالبكاء وهذه ماساة بحد ذاتها والم مبرح واذابة الشخصية العراقية بسجل الاحزان واكثار مناسبات الحزن يكتب ويغني وينوح ولايسال من المتسبب بهذه الاحزان او يطرح على نفسه لماذا احزن ولماذا علي ان اعيش حزين وفي النهاية اخشى ان من يسعى ان يمارس الفرح يعتبر حالة شاذه وغير جدير بالاحترام من يمارس الفرح
كعد الولد خل ايشيل شوفه يكلي يمه وعاد اعوفه
كعد الولد لااذب عباتي المطروح بالتابوت اغاتي
اندهونه لو الم خواتي يتوزرن هن وبناتي