الاخبار العامةمقالات

سلاح الحشد الشعبي بين حلم الدولة ومرارة الواقع

د.عدنان الشريفي
—————-
بين حلم الدولة وواقعنا الهش نؤمن جميعًا بأن السلاح يجب أن يكون حصرًا بيد الدولة. هذا هو المنطق الذي لا يرفضه عاقل. لكننا في العراق، لا نواجه منطقًا فحسب، بل واقعًا مريرًا يفرض علينا التمسك بأدوات دفاعنا الذاتي. فكيف يمكن أن نطمئن بحمايتنا من دولة تُنتهك حدودها وسيادتها، وتُنهب ثرواتها، وتدخلات وارتباطات خارجية تدمر السيادة الوطنية ، دولة مشكلتها في قادتها بكل الوانهم يدافعون عن مصالح دول اخرى على حساب مصالح شعبهم، إنها دولة مبعثرة الولاءات، وغير قادرة على حماية نفسها، لهذا فإن التمسك بسلاح الحشد الشعبي ليس خيارًا، بل هو ضرورة وجودية حتى تستعيد الدولة عافيتها وتصبح قادرة على تحمل هذه الأمانة. إن التمسك بهذا السلاح هو رد فعل طبيعي وغريزي على خطر وجودي داهم، مرارته لا تزال محفورة في ذاكرتنا. لم ننسَ كيف سقطت مدننا في عام 2014، وكيف وصل إرهاب “داعش” إلى أسوار بغداد بعد انهيار مفاجئ لقواتنا المسلحة . حينها، اعتقدنا ان حلول الأرض قد انتهت وبقيت حلول السماء ، فجاءت فتوى السيد السيستاني للجهاد الكفائي لتكون قبلة الحياة التي أيقظت فينا روح المقاومة . واليوم الخطر لم ينتهِ. فتلك التنظيمات الإرهابية لم تختفِ، بل تحولت إلى دولة على حدودنا، يقودها قادة كانوا بالأمس يفجرون سياراتهم المفخخة في أجساد العراقيين واليوم يهددون علنًا باجتياح مدننا المقدسة . كيف يمكن أن نثق بوعود الأمن والسلام ونحن نرى تدفق السلاح إلى المناطق الغربية في الوطن، وهناك الآلاف من الإرهابيين المدربين والمحميين امريكيًا في وادي حوران، فضلًا عن 30 ألف ارهابي قد يُطلق سراحهم من سجون “قسد”في أي لحظة؟ وسيلتحق بهم عصابات الجولاني بدعوى نصرت العشائر العربية. إنها معركة وجودية لا مجال فيها للمجاملات. مصيرنا بأيدينا إننا ندرك تمامًا أن المؤامرة ليست ضد الحشد وحده، بل ضد شيعة العراق بشكل خاص، فهم الهدف التالي في مخططات تغيير خارطة المنطقة ،في وقت بدأت تنضج فيه خطة تهجير شيعة جنوب لبنان الى العراق. وحين نرى محور المقاومة في لبنان وإيران واليمن يُحاصر ويُحارب لرفضه المشروع الصهيوني، فإننا نعرف أننا لسنا بمنأى عن هذا الاستهداف. نحن نتمسك بهذاالسلاح، ليس لأننا نحبه، بل لأننا نرفض أن نكون ضحية. نموت ولا تحلق شواربنا وتستباح اعراضنا نرفض أن نكرر تجربة العلويين الذين سلموا أسلحتهم ثم سُبيت نساؤهم وقُتل رجالهم. سلاح الحشد هو درعنا في هذه المعركة، فنحن ابناء مدرسة الحسين (ع) التي علمتنا بان لا نعطي بيدنا اعطاء الذليل ولا نقر اقرارا العبيد ، كما اقر غيرنا بالذل والعبودية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى