د. احمد غني الخفاجي
تضعنا الأقدار أحيانا في أختبارات صعبة، أختبارات لايفوز بها ألا صاحب الأرادة القوية والروح الممتلئة حباً للخير والأيثار، لم يكن مجرد الفوز بالأختبار هو الهاجس الذي كان يراود بطلة قصتنا بل كان الخلود الوجداني والسمو في سماء الفضيلة مارافق رحلة البطولة التي أستمرت للحظات كتبت فيها أم حسن قصة وفاء تستحق أن تخلد وتدرس للأجيال.
السيدة أم حسن زوجة الأخ مروان عبدالعباس قامت بعمل فذ تجلت به الشجاعة والنبل بأبهى صوره ، والحكاية المؤلمة هي أن أم حسن كانت قد تزوجت من الأخ مروان عبدالعباس بعد أنفصاله عن زوجته الأولى تاركة خلفها طفلتين تكفلت بالأعتناء بهما والحرص على تربيتهما بأفضل صورة ، ورزقت بطفل أسمته حسن وكانت لاتفرق بين حسن وأخواته في كل شيء وشاءت الأقدار أن تواجه أختبار قاسي جداً ، أختبار أولوية الحياة !!
فقد تعرض منزلها الى حادث حريق كبير بينما كان الأب مسافراً خارج المحافظة ، وجدت أم حسن نفسها بمواجهة النار الملتهبة وثلاثة أطفال محاصرون وسط لهيب النار ، فكان التحدي من أين تبدأ ؟؟
ولم تفكر طويلاً وأختارت أن تبدأ رحلة البطولة بأنقاذ بنات زوجها مقدمتهم على طفلها ، ونجحت بأخراج الطفلتين من النار وتأمينهما بعيداً عن الخطر ورجعت لأنقاذ طفلها حسن لكن كانت النار قد أشتد لهيبها وزادت شراستها ولم تترك لها منفذاً للخروج ! وذاب جسد طفلها الصغير في وسط هيجان النار المستعر ، فيما تعرضت لحروق شديدة تركت اثارها على جسدها وشوهت الكثير من ملامح جمالها لتكتب صورة من البطولة والأيثار والشجاعة قل نظيرها
لازالت أم حسن تعاني من تأثير الحروق التي تعرضت لها وألم فقدان صغيرها لكنها بالتأكيد تشعر بفخر كبير لأنقاذها حياة الطفلتين عاكسة صورة مشرفة للأم المضحية سواءً كانت زوجة أب أو أم أذ لافرق في المشاعر الأنسانية النبيلة ولايمكن تجزأتها .
* قصة حقيقية من الناصرية ، الصورة للفقيد الطفل حسن.
0 78 دقيقة واحدة